من الضروري أن نعلم أبناءنا الصيام، ولكن علينا أيضا ألا ننسى أن نعلمهم
آداب المعاملات أثناء الصيام، والأمور التي لو فعلناها تقبل الله صيامنا
وضاعف لنا في أجرنا، والتعليم في هذه الحالة يجب أن يكون عمليا بأن نكون
نحن أنفسنا قدوتهم في ذلك.
من أجمل الأعمال التي حثنا عليها سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم أن نفطر الصائمين كلما استطعنا وبما يتيسر لنا،
فقد قال رسولنا الكريم: (من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من
أجر الصائم شئ).
فإذا قدمنا الطعام لشخص صائم ليفطر عليه كان لنا
مثل ثواب هذا الصائم، وإذا كنا نحن أنفسنا صائمين يضاعف لنا الأجر كما لو
كنا قد صمنا مرتين! هل هناك ما هو أجمل من ذلك؟!
الأجمل هو أن الثواب الذي يحصل عليه من فطر صائما لا ينتقص شيئا من أجر ذلك الصائم، بل يحصل على حسناته كاملة.
وليس معنى أن نفطر صائما أن نتحمل ما يفوق طاقتنا، أو أن هذا العمل يقوم
به الأثرياء دونا عن من سواهم من المسلمين، فلسنا مطالبين على الإطلاق
بإعداد ما لذ وطاب من الأطعمة الغالية ومد الموائد الكبيرة، بل يكفي أن
تشعر بجوع وظمأ أخيك الصائم وتقدم له ما تيسر لك حتى لو لم يزد عن القليل
من الماء أو التمر أو اللبن، عملا بقول النبي عندما سأله الناس: "ليس كلنا
يجد ما يفطر به الصائم"، فقال رسول الله صلى الله علية وسلم: "يعطي الله
تعالي هذا الثواب من فطر صائما علي تمرة أو شربة ماء أو مزقة لبن".
فبإقدامنا على هذا العمل، فإننا لا نقدم فقط الطعام والشراب للصائم، وإنما
نعبر له كذلك عن المودة والرحمة والكرم، وهي الصفات التي يجب أن تسود بين
المسلمين خاصة في شهر رمضان الكريم.